حماس............... وحزب الله!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

من حزب الله الى حماس، رهانات متهورة
03 آذار, 2008

كعادته يدفع الشعب الفلسطيني فاتورة الارتهان لانظمة عملت للامساك بالورقة الفلسطينية لغايات ومنافع تصب في خانتها. وفي كل عقد من الزمن تبرز بعض الفصائل التي تقدم القضية الفلسطينية على طبق من فضة لتلك الانظمة، فبخياراتها المتهورة تجر الشعب الفلسطيني الذي عانى الحروب والاضطهاد الى مذبحة جديدة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي.

عندما اعتمدت القمة العربية عام 2001 المبادرة العربية كاساس لحل القضية الفلسطينية، كان ذلك من منطلق منحى الاعتدال في قراءة الوضع السياسي العالمي بعد المتغيرات الدولية التي حصلت في نهاية القرن العشرين وانكفاء الاتحاد السوفياتي وكتلته الاشتراكية عن الخارطة السياسية.

فتلك القراءة ليست استسلاما كما يحلو لبعض الغلاة ان ينعتوا دول الاعتدال العربية بها، وكأن قوى الصمود والتصدي والتي يتغنون بها قد قامت بخطوة ما في تاريخها لتثبت انها قادرة على تغيير الوضع العسكري في ميزان القوى بين العرب واسرائيل. ان تلك الانظمة وفي مقدمتها النظام السوري لم يترك نافذة او طاقة ليحاول التسلل من خلالها لاجراء محادثات سرية مع اسرائيل او مفوضات مع الاميركيين لجراء صفقة ما على حساب القضية الفلسطينية.

ان تحالف حزب الله – حماس ضمن الارتهان المطلق للمحور السوري الايراني، اعطى لاسرائيل ذريعة اساسية في استمرار هجماتها الوحشية على المواطنين العزل في بيوتهم. ان ما يحدث اليوم في قطاع غزة يذكرنا بما حدث في تموز 2006 على المواطنين الجنوبيين وابناء الضاحية الجنوبية لبيروت، اولئك الذين دفعوا ثمنا غاليا من ارواحهم وارزاقهم نتيجة المغامرة المتهورة لحزب الله.

فقادة حزب الله كما قادة حماس يطلقون تهديداتهم المستمرة بزوال اسرائيل دون استراتيجية عربية تتبنى هذا الطرح، انهم يستندون فقط الى الدعم المادي واللوجستي لايران والى التوجيه السياسي من النظام السوري. ويا لها من مفارقة ان ترعبهم مدمرة اميركية تجول في المياه الاقليمية ويعتبرونها انتهاك للسيادة بينما آلاف الصواريخ الايرانية تدخل الى لبنان عبر البوابة السورية دون معرفة السلطات اللبنانية، كيف يعقل ان تعتبر قطعة من البحرية الاميركية انتهاك للسيادة اللبنانية بينما لا يعتبر انتهاكا فاضحا للسيادة اللبنانية ما يفعله النظام السوري والقيادة الايرانية من جعل لبنان ساحة لحساباتهم الخاصة.

ان حزب الله كما حركة حماس جعلوا الشعبين اللبناني والفلسطيني يدفعان دما فاتورة ارتهانهم لمخططات متهورة ولحسابات انتحارية. ان هذا الخيار سيدمي قلوب الابرياء الذين لا ذنب لهم الا لأنهم واقعين بين المطرقة الاسرائيلية والسندان السوري الايراني.

وسام القاضي

بارك الله فيك